atha Admin
المساهمات : 107 تاريخ التسجيل : 16/11/2007
| موضوع: كرستين أول مسيحية تُعين فى قسم اللغة العربية والدراسات الإسل الخميس ديسمبر 27, 2007 1:39 pm | |
| كرستين أول مسيحية تُعين فى قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بتربية بورسعيد أجرى الحوارعماد خليفة
كريستين زاهر حنا هى أول فتاة مسيحية تُعين معيدة فى قسم مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية بكلية التربية ببورسعيد. أهمية هذا الحوار، تنبع من كونه أولاً: مع "فتاة" فى مجتمع يعانى من التمييز النوعى ضد المرأة، وثانياً: هى "مسيحية الديانة" فى مجتمع يعانى من التمييز ضد المسيحيين، حتى أنك نادراً لو وجدت رئيساً لجامعة مصرية أو عميداً لأحد الكليات مسيحياً. وثالثاً: لحبها للغة العربية التى طالما أهملناها وأخذنا موقفاً معادياً ضدها!! التقينا فى "الطريق" مع المدرس المساعد كريستين حنا، لتحكى لنا تجربتها الناجحة، والعقبات التى واجهتها فى سبيل تحقيق حلمها وطموحها فى أن تُعين فى الجامعة، وكيف وقفت وقفة "راجل" أمام أعداء النجاح الذين حاولوا بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن يقفوا "حجر عثرة" أمام تعيينها. وكيف كان هناك بعض من "شرفاء الوطن" الذين ساندوها ووقفوا بجوارها أمام طيور الظلام والإظلام، وكانوا نموذجاً طيباً لسماحة المصريين فى زمن ندر فيه المتسامحون!! إننا نقدم نموذج الفتاة الناجحة كريستين حنا، ونقدمه لكل المسيحيين "الكسالى" الذين يتباكون على "اللبن المسكوب" ونسوا أو تناسوا أنه "لا يضيع حق وراءه مطالب" وأن "الحقوق تُنزع ولا تُمنح". كريستين.. فى بداية حوارنا أرجو أن تحكى لنا نشأتك الأسرية وكيف بدأ اهتمامك باللغة العربية رغم أن الكثير من المسيحيين بالأخص والمسلمين عامة يعانون من صعوبة دراستها؟ نشأت فى أسرة مترابطة، علموني منذ الصغر الذهاب للكنيسة وحضور مدارس الأحد، ووثقت فى قدراتى وأن الله بجانبي. أحببت اللغة العربية وكنت أحصل على الدرجات النهائية فى معظم السنوات الدراسية من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية. ثم التحقت بكلية التربية - بورسعيد، شعبة تعليم ابتدائي، وحصلت على تقدير جيد جداً فى الصف الأول، وتقدير امتياز فى الصف الثانى. فى الصف الثالث كان أمامى اختيار التخصص، إما فى الدراسات الاجتماعية أو اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وبطبعى لا أحب الدراسات الاجتماعية، وكان طموحى أن أعين فى الجامعة، وأردت أن أكمل فى قسم أحبه، فكتبت فى استمارة الرغبات قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وعندما ذهبت الاستمارة إلى رئيس القسم قال لى: "ممنوع مسيحية تدخل القسم" فتوجهت لعميد الكلية (السابق) الدكتور فكرى خلف، فقال لى "هتقدرى؟" وكان يخشى على مجموع درجاتى أن يقل. وقلت له "إن شاء الله هقدر". فقال لى: "مرحبا بك يا كريستين فى قسم اللغة العربية، وأكد لى أن اللوائح لا تمنع المسيحيين من الالتحاق بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، ولكن حذرنى من المغامرة خوفاً من عدم تفوقى وعدم مواصلة الحصول على المركز الأول بالدفعة، خاصة أنهم يعرفون رغبتي في التعيين فى الكلية كمعيدة، ولكنى تمسكت بقراري والتحقت بالقسم وحصلت فى السنة الثالثة على تقدير جيد جداً، والسنة الرابعة بتقدير امتياز، وحصلت على ليسانس آداب وتربية بتقدير عام جيد جداً مع مرتبة الشرف، وكنت الطالبة المسيحية الوحيدة بين 92 طالباً وطالبة، وحصلت على المركز الأول فى قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية شعبة التعليم الابتدائي. ما موقع أسرتك من تخصصك فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كذلك ماذا كان موقف الكنيسة؟ الأسرة شجعتنى على الالتحاق فى قسم اللغة العربية لأنهم يعرفون أنى أحب اللغة العربية منذ صغرى ومتفوقة فيها، أما عن موقف الكنيسة فأبونا بيشوى وأبونا بولا رعاة كنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد، أول من شجعوني وباركوا دخولي لقسم "اللغة العربية والدراسات الإسلامية" كما بارك الأنبا تادرس التحاقى بهذا القسم، وأقوم بالمراجعة اللغوية للكتب التى تصدرها الكنيسة فى بورسعيد. ما هى المواد التى تدرسينها فى تخصصك؟ درست الفقه والشريعة والبلاغة والنقد والنحو والصرف والدراسات الإسلامية، بدرجة مبسطة ليس مثل كلية الحقوق والآداب، وكنت أحصل على الدرجات النهائية فى القسم. البعض يرى أنه لكى ينجح الإنسان فى مجال عمله لابد أن يكون مقتنعًا به، وألا يكون هناك تناقض بين معتقده الشخصى وما يدرسه.. فما هو تعليقك؟ ليس بالضرورة عندما أدرس شيئاً أن أقتنع به، فدراستى كانت دراسة أكاديمية، فمثلاً من يدرس فى كلية علوم سياسية واقتصاد ويتخصص فى الإسرائيليات فهذا لا يعنى بالضرورة أنه يؤمن بهذا الفكر. لقد زاد إيمانى بالمسيحية بعد دراستي للغة العربية والدين الإسلامى. ما هى الصعوبات التى واجهتكِ عند التعيين؟ جئنا فى المرحلة الأهم والأصعب وهى التعيين، قالوا لى إننى لا ينفع أن أعين فى قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية "أكاديمى" لأنى لست خريجة كلية آداب، وبالتالي أعين فى أى قسم تربوي علم النفس أو مناهج وطرق تدريس، طلبت أن أكمل فى نفس المجال الذى تفوقت فيه "اللغة العربية". حرب ضدى عانيت من حرب ضدى من أصحاب العقول الصغيرة، فالبعض قال لى: "من الأصل دخولك للقسم كان غلط، واللى سمحلك تدخلى غلطان" ونتيجة لذلك ذهبت لمقابلة فضيلة الإمام شيخ الأزهر باعتباره أكبر شخصية إسلامية، وقد رحب بى وبدراستي وتعييني فى قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية وقال فى خطاب وجهه للدكتور مفيد شهاب: "للإطلاع لاتخاذ ما تراه حقاً وعدلاً". وقال لى شيخ الأزهر: "نحن نرحب بك وبأى شخص لدراسة الدين حتى لو لم يكن لديه دين" وقالوا لى فى مشيخية الأزهر أن هذه أكبر تزكية ووثيقة. وقال لى البعض أن أذهب إلى الصحافة والإعلام وخاصة الأستاذ لبيب السباعي فى الأهرام، وقلت للأستاذ السباعي أنى لا أريد الالتجاء لأى جهة خارجية، لكن ربما ألجأ لذلك لأنى لن أترك حقى يضيع". فقال لى الأستاذ السباعي أن من حقى التعيين لأن معى موافقة من رئيس الجامعة. وقام بالاتصال بالسيد الوزير مفيد شهاب – وزير التعليم العالى فى ذلك الوقت - الذى رحب بتعيني وقام بمراجعة أحقيتى فى التعيين مع الأستاذ الدكتور رئيس جامعة قناة السويس، وصدر قرار تعيينى فى الكلية بالقرار رقم (531) بتاريخ 28-5-2002. وقال د شهاب أن سبب تأخير تعيينى يرجع إلى تغيير فى إدارة الكلية، وليس لوجود تفرقة بين مواطن وآخر. ما هى الصعوبات التى واجهتك بعد صدور قرار تعيينك؟ بعد استلامي العمل واجهت صعوبات شديدة، كان وقتها مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وقال البعض أن مقاطعة كريستين واجب وطني مثل مقاطعة البضائع الإسرائيلية!! كنت "بروح البيت بدموع عنيا وأقول لماما مش عايزه أروح الكلية تانى". وللأمانة هناك أشخاص كثيرين من أساتذتى وقفوا بجوارى. كذلك واجهت صعوبات من المسيحيين أنفسهم، عاتبين على لدراستى وتخصصى فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية، حتى أن البعض قال إنى "هفضحهم" ولكن وقف الأب الكاهن مع أسرتى أمام هؤلاء. إنذار من د. إبراهيم محيى الدين بعد استلامي العمل بيومين فوجئت بإنذار مرسل لى باسم الدكتور إبراهيم محيي الدين رئيس قسم الكيمياء، احتج على تعيينى وقال أنى أثرت الفتنة الطائفية وكان السبب المعلن للاحتجاج أنى لم أحصل على موافقة مجلس الكلية. واتهمني بأنني لست الأولى على القسم وطالب ببطلان القرار!! واتهمني أيضاً بتزوير إمضاء الدكتور خلف - رحمه الله - لقرار تعيينى!! قمت بتكليف أحد المحامين بجانب محامى الجامعة واستند على أن قرار تعييني خرج من مكتب رئيس الجامعة، وبالتالي فإن موافقة رئيس مجلس القسم استشارية وليست إلزامية، ومادام امتنع القسم عن الرد على طلب تعيني فهذا فى القانون يسمى بالقبول السلبى، كذلك فالمصلحة شىء حتمى لقبول أى دعوى وهو أمر أجمع عليه فقهاء القانون. فالدكتور محيى الدين رئيس لقسم الكيمياء وليس رئيساً لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية. وفى حفل تأبين رئيس الجامعة قيل فيه أن آخر قرار أصدره الدكتور خلف هو تعيين كريستين. تأجيل القضية د. محيى الدين رفع على عميد الكلية 12 قضية، ولست أعلم من أين يحصل على الأموال اللازمة لتكاليف هذه القضايا، فقام والدى بزيارة المحامى الخاص بالدكتور محيى فى درب نجم بالشرقية وفوجئنا بأن المحامى محمد صادق عطية، لا يعرف أى شىء عن القضايا المرفوعة باسمه وأن الدكتور محيى قام بتزوير إمضاء المحامى، وقام بعمل بتوثيق ذلك فى الشهر العقارى. بعد ذلك توقعنا انتهاء القضية لصالحنا لكن القاضى قال: "تؤجل القضية لتصحيح وضعها" أى ترفع عند محامى آخر لتوقيعها، بالرغم أن هناك قضايا مماثلة رفضت بسبب أن الإمضاء غير واضح وليس مزوراً. ومازال أمر القضية معلقاً منذ أكثر من 5 سنوات وحتى الآن. ما هى الأبحاث التى تقومين بإجرائها أثناء دراستك؟ قمت بإجراء عدة بحوث إسلامية كان آخرها بحث بعنوان "مكانة العلم فى القرآن والسنة النبوية" وحصل هذا البحث على المركز الأول فى مجال البحث العلمي على مستوى جامعة قناة السويس. بجانب حفظى للقرآن وبعض الأحاديث وقراءتي لمعظم أمهات الكتب الإسلامية مثل تفسير ابن كثير. شهادات أخرى حصلت على دبلومة مهنية فى اللغة العربية بتقدير امتياز، ثم الدبلومة الخاصة فى التربية بتقدير جيد جدًا، ثم حصلت على الماجستير فى التربية من جامعة عين شمس. مشجعات فى الطريق د. فضل الله رجل فاضل، تعرفت عليه أثناء حضورى لمؤتمرات جمعية المناهج وهو أكثر من شجعنى أثناء دراستى لرسالة الماجستير، وقدم لى أفضل الاقتراحات والتعليقات. وهو الآن عميد كلية التربية بالعريش. ما رأيك فى عدم حب البعض للغة العربية لصعوبتها؟ عيب أوى أن يقول مواطن عربى أن اللغة العربية صعبة، فهى اللغة الأم لنا. ونحن نقرأ الكتاب المقدس باللغة العربية، فهى اللغة التى توحدنا فى بلادنا، ومن العيب أن أقول أنها لغتى ولا أفهم فيها. كريستين هل هناك مواقف فى حياتك الدراسية أشعرتك بأن يد الله معك؟ عندما كنت فى الصف الثالث حصلت على تقدير جيد فى مادة "وسائل تعليمية" وتظلمت أمام دكتور المادة من الدرجة، خاصة أن معظم تقديراتي فى باقى المواد جيد جداً وامتياز، ومن ترتيب ربنا بعد مرور هذه الواقعة بسنة، طلب منى د. محمد المحمدى مع اثنين من زملائى أن نبحث فى مخزن الكلية عن ورقة إجابة لإحدى الزميلات فى الصف الرابع كانت ضائعة، وأثناء البحث وجدت ورقة إجابتى فى مادة "وسائل تعليمية" وتوجهت للدكتور محمد المحمدى وطلب منى التأكد أولاً من درجتى. وبالفعل وجدت نفسى حاصلة فى المجموع النهائى بالعملى على 32 من 50 لكن فى ورقة الإجابة الأصلية حاصلة على 42 من 50، بعدها هدد والدى برفع قضية على رئيس الجامعة ودائماً كان يقول والدي لى: "لا يضيع حق وراءه مُطالب" وبالفعل حصلت على حقى وتم إضافة 10 درجات وتغيرت نتيجتى من السابعة إلى السادسة على الكلية. وهناك أمور كثيرة مثل ذلك، شعرت بتدخل الله فى حياتى. هل واجهت شيئاً أثناء دراستك ضد الإيمان المسيحى؟ إن كان ذلك موجوداً قبل دخولى الكورس، لكن بعد الكورس لم يحدث. ولست مضطرة لا أكتب شيئاً ضد إيمانى، فلو تحدثنا عن الصيام والصلاة كان البعض يعتقد أن المسيحيين لا يصمون أو لا يُصلون. دكتور المادة طلب منى أن أقوم بعمل بحث عن موضوع الصيام فى المسيحية و الزواج فى المسيحية والإسلام ولماذا لا يوجد تعدد زوجات فى المسيحية، كثيرون كانوا فاهيمن الإيمان المسيحى خطأ، فحدث تصحيح للمفاهيم لى ولهم. وإن كان البعض لديه ضغينة أو فهم مختلف عن الآخر، فدراستى كانت سبباً فى تصحيح مفاهيم البعض. كريستين الآن تعمل مدرساً مساعداً فى قسم "مناهج وطرق تدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية" شعبة تعليم ابتدائى، تقوم بتدريس كيفية تخطيط وتصميم مهارات التدريس وطرقه واستراتيجيات تدريس اللغة العربية وتقوم الآن بتحضير رسالة الدكتوراة، لكنها أوضحت لنا أنها تتخوف من "أمر ما" ربما ينسف قضيتها تماماً، ونحن نحتفظ بحيثيات هذا الأمر - بناء على رغبتها - حتى إشعار آخر!!. ونقول لها ولكل المجتهدين فى نهاية هذا الحوار "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج"!! | |
|