مؤلفه أزهري يصبح ثرياً بين ليلة وضحاها
كتاب عن العلاقة الزوجية في "ليلة الدخلة" يبيع مليون نسخة في يوم واحد
المستقبل - الثلاثاء 3 نيسان 2007 - العدد 2576 - ثقافة و فنون - صفحة 17
<table border=0><tr><td colSpan=3></TD></TR> <tr><td></TD> <td align=middle></TD> <td></TD></TR></TABLE> |
بين ليلة وضحاها، تحول الشيخ الأزهري، عبد الرؤوف عون من موظف متواضع جداً الى مليونير، بعد ان نشر كتاباً حول الزواج العرفي، يتضمن ايضاحات مصورة تتناول ما يعتبره الطريقة الاسلامية في ممارسة الجنس. وقد أسفر هذا الكتاب عن مفاجأة غير متوقعة، أصابت بالدهشة المجتمع المصري بشرائحة كافة، اذ بلغت مبيعاته، في يوم واحد، مليون نسخة. وسرت أنباء تفيد بأنه سجل أرقاماً قياسية في معرض الكتاب الذي أقيم، في القاهرة، مؤخراً. وقيل انه كان الكتاب الأكثر مبيعاً على الاطلاق. يذكر ان محطة "أوربيت" للتلفزة الفضائية، كانت ساهمت في الترويج للكتاب من خلال تخصيصها برنامجاً كاملاً عنه، تطرق الى محتوياته، وقرئت مقاطع محددة منه.
يبدو ان الكتاب ومؤلفه قد افادا، بشكل منقطع النظير، من الحلقة التلفزيونية المذكورة. والدليل تلك الهجمة الشرسة على المكتبات ونفاد نسخ الكتاب في وقت قياسي. والأرجح ان ما ساعد على انتشاره، كالنار في الهشيم، ما تردد حول سماح الأزهر الشريف بطباعته. وقد وردت هذه المعلومات في البرنامج التلفزيوني لمحطة "أوربيت".
يدور الكتاب حول ثماني طرق، يؤكد المؤلف انها تشكل الطريقة الاسلامية الوحيدة لانجاز العلاقة الزوجية بين العروسين في "ليلة الدخلة". يتوسع الكاتب في شرحها بالتفصيل الممل، من دون ان يغفل شاردة أو واردة. ولم يصدر، حتى اليوم، ما يمكن اعتباره دحضاً أو تأييداً لمحتوى الكتاب من المراجع المعنية بهذه المسألة، على وجه التحديد. ومع ذلك، فقد حقق الكتاب رواجاً غير مسبوق، وأصبح، كما يقال، على كل شفة ولسان. والأغلب ان ما جاء فيه من معلومات وايضاحات مصورة، لا يعدو كونه من الأمور المتعارف عليها. ولكن يبدو ان الصفة التي قوبل بها الكتاب باعتباره مجازاً من الأزهر الشريف، كما قيل، أثار حفيظة الناس ومخيلتهم كذلك. وهذا أمر يدعو، على الأرجح، الى تفهم مشاعر هؤلاء وهم يسعون الى تقصي الحقيقة في جانبها الديني على الأقل. غير ان ما يثير الانتباه، هو ذلك الاقبال الجماهيري الكبير على البحث عن المعرفة، وحب الاستطلاع، والمبادرة، فردية كانت أم جماعية، للاطلاع، من خلال القراءة، على ما لا تتيحه التقاليد الاجتماعية السائدة. ومعظمها يتعلق بمضامين سياسية لا يجري التحدث بشأنها، على نحو علني.
حبذا لو يتحول هذا الكتاب، سابقة حقيقية للترويج لكتب أخرى تثير، بدورها، شؤوناً وقضايا ومشكلات، تهم القراء العرب في صميم اللحظة التي يحيون ويشهدون. والأغلب ان ثمة كتباً أكثر أهمية، على كل المستويات، تنتظر من يدفع بها الي واجهة الحدث الثقافي في الوطن العربي. وثمة كتّاب كثر يترقبون، بدورهم، ان يخرجوا من القمقم الى فضاء الحرية ليدلوا بآراء يترقبها الناس كذلك. على هذا الأساس، لا بد من التساؤل: لماذا هذا الكتاب بالتحديد يحظى بترويج اعلامي لم نعهده من قبل. بينما يجري التعتيم على مؤلفين آخرين ومؤلفات أخري. ومع ذلك، قد يشعل هذا الكتاب الفتيل البارد، منذ أزمنة، لتعم نار المعرفة وحرارة اكتشاف الحقائق من مصادرها المكتوبة، هذا الكتاب يشكل ظاهرة حقيقية في هذا الاطار الذي لم يعد يحتمل مزيداً من الاختناق.